النظام الإداري والمخزني بتطوان في عهد الحماية الإسبانية 1912-1956
صدور كتاب «النظام الإداري والمخزني بتطوان في عهد الحماية الإسبانية (1912-1956)»، للأستاذ الطيب أجزول، خلال سنة 2021، في ما مجموعه 213 من الصفحات ذ..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
صدور كتاب «النظام الإداري والمخزني بتطوان في عهد الحماية الإسبانية
(1912-1956)»، للأستاذ الطيب أجزول، خلال سنة 2021، في ما مجموعه 213 من
الصفحات ذات الحجم الكبير، يشكل إضافة هامة لمجال البحث في تاريخ البنيات
الإدارية المزدوجة، الاستعمارية والمخزنية، التي أطرت الوجود الاستعماري
وأنساق حياة المجتمع بمدينة تطوان ومعها عموم المنطقة الخليفية خلال عهد
الاستعمار. لا يتعلق الأمر بنبش نوسطالجي مهووس بمعالم توهج المكان في
الذاكرة الجماعية، ولا بكتابة تسجيلية صرفة، ولا بتدوين تقني جاف، بقدر ما
أنه عمل قطاعي مؤسس يعيد تقليب خبايا الأجهزة الإدارية لمغرب الاستعمار
الإسباني انطلاقا من تشريح البنى الإدارية لمدينة تطوان التي جعلها
الاستعمار الإسباني عاصمة سلطاته ببلادنا. لقد اقتنع الأستاذ جزول بأهمية
العودة للتوثيق للنظام الإداري المخزني بتطوان، بالنظر لدور هذا التوثيق في
فهم مجمل التطورات المحلية التي صنعت ريادة مدينة تطوان داخل عمقها الجهوي
وداخل امتدادات هذا العمق على المستويات الوطنية والدولية الواسعة، خاصة
بالنسبة لأداء النخب المحلية وانخراطها في إنتاج قيم العطاء والتميز
والمبادرة، ليس فقط داخل المنطقة الخليفية، ولكن على امتداد كل جهات الوطن.
ولعل هذا ما اختزله المؤلف بشكل دقيق في كلمته التصديرية عندما قال: «يهدف
هذا الكتاب إلى تسليط الضوء على النظام الذي كان قائما في هذا المنطقة على
ازدواجية السلطة وممارستها من جانب السلطات الإسبانية، برئاسة «المفوض
السامي»، أو «المقيم العام»، ومن جانب الحكومة الخليفية، برئاسة الصدر
الأعظم، تحت إمرة الخليفة السلطاني، علما أن عدة شخصيات وأقطاب بارزة في
الحركة الوطنية قد تولوا مناصب مخزنية في الحكومات الخليفية المتعاقبة في
هذا العهد، كالحاج عبد السلام بنونة، والزعيم عبد الخالق الطريس، والفقيه
محمد داود، وغيرهم. ومن هنا كانت الرغبة في إعداد هذا الكتاب، لعله يضيف
إلى الرصيد التاريخي المغربي مرجعا يساهم في التعريف ببنية مختلف الأجهزة
الإدارية السائدة في هذا العهد، مما قد يساهم في تجاوز الخصاص الملاحظ في
هذا المجال…».
تتوزع مضامين الكتاب بين ثمانية فصول متكاملة، اهتم المؤلف –فيها- بتقديم
نبذة عن الجهاز الإداري المخزني قبل الحماية، وعن معالم ازدواجية السلطة
الإدارية في عهد الحماية الإسبانية، وعن تركيبة الجهاز الإداري لسلطات
الحماية الإسبانية، وعن مهام الخليفة السلطاني وتوزيع مرافق إدارته، وعن
مكونات إدارة الحكومة الخليفية بتطوان، وعن اختصاصات الإدارة المحلية
بتطوان في عهد الحماية. وبموازاة هذا التدقيق التصنيفي، اهتم المؤلف
بالتعريف بمعلمة «الفدان» باعتبارها فضاءً ظل يشكل ملتقى للجاليات المختلفة
ومركزا للسلطة الإدارية المزدوجة. وختم الأستاذ أجزول عمله بتقديم فصل
تشريحي لنمط الوثائق المخزنية التي كانت تصدر بتطوان خلال عهد الحماية.