إن موضوع نظرية المعرفة من الموضوعات الحديثة، التي رتبت ونسقت كعلم مستقل مع فلاسفة محدثين,لكن هذا لا يمنع القول إن مشكلة المعرفة قديمة قدم التفلسف وجذورها ممتدة على طول التاريخ الفلسفي، ولطالما كانت معرفة الاشياء هي من اختصاص الانسان، كونه كائنا مفكراََ بفطرته،ولذلك كان التساؤل والبحث عن حقيقة الاشياء أمر طبيعي بالنسبة له، مع الاختلاف بطبيعة التساؤل إذ هنالك من يسأل بطريقة بسيطة وسطحية وهم عامة الناس. وهنالك من يسأل بطريقة معمقة وهم القلة، وهو عليه كان السؤال ذو الطريقة المعمقة والباحث عن الحقيقة موجوداً في ثنايا بحث الفلاسفة المسلمين، ولو وقفنا مع الفارابي لنفتش عن نظرية المعرفة و أن كان لم يضع نظرية خاصة و مستقلة في المعرفة الانسانية كما فعل في بعض نظرياته التي تخص السياسة والتصوف والموسيقى و الماورائيات وغيرها. إلا أن أفكاره في نظرية المعرفة جاءت منثورة بين طيات مؤلفاته، ولذلك جاءت هذه الدراسة لتوضيح منهجها معرفيا سار عليه الفارابي في منظومته الفلسفية، من خلال توضيح لمصادر بالاضافة إلى طبيعة العلاقات بين الذات والموضوع المدرك، وكان المنهج التحليلي من خلال قراءة نصوص الفارابي وتوظيفها لموضوع نظرية المعرفة.
Editeur :
دار الامان -Dar Al Amane