الدلالة بين النظامي والعرفاني
إنّ الدلالة في أصول فلسفة اللغة والفلسفة التحليلية، وفي النظريات اللسانية وعلم النفس العرفانيّ مثار إشكال لم يُفصل فيه القولُ ولم يُحسم فيه الجد..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
إنّ الدلالة في أصول فلسفة اللغة والفلسفة التحليلية، وفي النظريات اللسانية وعلم النفس العرفانيّ مثار إشكال لم يُفصل فيه القولُ ولم يُحسم فيه الجدلُ، وما تثيره تصنيفاتها الاصطلاحية ومستوياتها النظاميّة من قضايا يمثِّل شاغلاً محوريًّا نبَّه عليه النحاة العرب والبلاغيون، وتعمّقه علم أصول الفقه وعلم الكلام وعلم المنطق، وترتّب على ذلك جهاز مصطلحيّ وإطار مفهوميّ مخصب خليق بالتدبّر وإعمال الفكر، ولقد اتّسعت النظريات اللسانية وبرامجها النظرية لجدل عميق مستفيض أفاض القولَ في الدلالة من حيث مستوياتها النظاميّة ونظم اشتغالها في الذهن، فمن النظريات اللسانية ما يراها حصيلة العلاقة بين العلامات اللسانية وأنها مولّدة ببرنامج النحو مسيّرة بقواعده النسقيّة، ومن النظريات ما يراها أوائلَ قاعدية مركزيّة، تتشكّل تمثيلات عرفانيّة وأبنية تصوّرية وفضاءات ذهنية تتعيّن بنيويًّا، ومهما يكن من أمر، فإنّ الدلالة نظام علاميّ تسيّره خصائص المادة العضويّة وتشفّره أنظمة الوسم اللفظيّ المكيّفة بقواعد النحو.