حين تكتب عن المستقبل، فإن آخر ما يمكنك تخيُّله للقيام به بصورة متكررة،
هو النظر إلى الوراء، فالمستقبل جديد وجذاب، وفيه فرص كسب المال وتشكيل
الثقافة، أما الماضي فهو ممل ورجعي.
عندما بدأت الكتابة عن توقعات المستقبل بنشاط، لأول مرة، منذ ما يزيد على
ستة أعوام؛ كان طموحي محدودًا، فكل ما أردت فعله كان فهم عالم التسويق ومدى
تأثير التكنولوجيا فيه، ومنذ ذلك الحين تغيرت رؤيتي، فلم يعد طموحي
محدودًا، وإن كان لا يزال مقيدًا.
وعلى عكس "متخصصي التوقع بالتوجهات المستقبلية" الآخرين، لا أركز على
احتمالات المستقبل طويلة الأمد، بل أركز على المستقبل قصير الأمد واضح
المعالم، ولكن كيف يمكن تقديم أي توقع للمستقبل بيقين؟ أنا أؤمن بأن إشارات
المستقبل موجودة فعليًا هنا في الحاضر، وكما سوف أعرض في هذا الكتاب، فإن
تعريفي للتوجه هو ببساطة أنه عبارة عن ملاحظة منتقاة للحاضر المتسارع.
Editeur :
مكتبة جرير السعودية