كيف يحدث الحظ
ليس عليك أن تقطع مسافات طويلة في هوليوود لتقابل رجالا ونساء يقودون سيارات تابعة لشركة أوبر، أو يؤدون مهام روتينية لصالح شركة تاسك رابيت بينما ينتظرون ..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
ليس عليك أن تقطع مسافات طويلة في هوليوود لتقابل رجالا ونساء يقودون سيارات تابعة لشركة أوبر، أو يؤدون مهام روتينية لصالح شركة تاسك رابيت بينما ينتظرون التحول السعيد في حياتهم الذي سيجعلهم يحظون بالنجومية. تخصص الكثيرون في الدراما خلال دراستهم الجامعية، ومنهم من لعب دور البطولة في المسرحية الغنائية Rent - واليوم هم بحاجة إلى أن يلتفت شخص آخر إلى موهبتهم.
قالت "كاسي" الصهباء ذات العيون اللامعة التي قابلتها في إحدى الأمسيات الدافئة في مقهى في جادة صن سيت: "عليك أن تمنحي نفسك الفرصة لتكوني محظوظة". لقد كانت تجلس خلف المشرب وتعد مشروب الموسكو ميول، وهو عبارة عن مزيج من عصير البرتقال، والليمون، والزنجبيل. (وأنا طلبت كوكاكولا من دون سكر)، لكن صنع المشروب المثالي لم يكن الشيء الذي أبقى "كاسي" صامدة. فعندما تبادلنا الحديث، أخبرتني بأنها تخرجت حديثا في الجامعة وقطعت بسيارتها المتهالكة ماركة كيا أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر لتأتي إلى هوليوود. وكانت تنتظر المصادفة السعيدة التي ستجعلها نجمة.
قالت "كاسي": "ظللت أذكر نفسي بهاريسون فورد".
"هاريسون" المحظوظ بالطبع؛ فقد كانت مغامراته الأولى أسطورية وسط الطامحين بتمثيله في سلسلة أفلام Indiana Jones الخرافية. وعندما وصل لأول مرة إلى لوس أنجلوس في الستينيات من القرن العشرين، لم تجذب براعة "فورد" التمثيلية أي شخص، لدرجة أنه بدأ العمل نجارا. وذات مرة قام أحد المخرجين الشباب وقد كان في بدايات مسيرته المهنية بتكليفه بصنع بعض الخزائن في منزله، ثم بعد ذلك تعرفا على بعضهما أكثر وصارت بينهما صداقة وهو ما جعل المخرج يسند إليه دورا في فيلم صغير كان يصوره بميزانية محدودة رفضته ست شركات لإنتاج الأفلام، لكن الفيلم حقق نجاحا تجاريّا كبيرا على غير المتوقع.
كان هذا الفيلم هو American Graffiti للمخرج "جورج لوكاس". لعلك سمعت عنه؟ فبعد ظهور الفيلم بسنوات قليلة، حصل "لوكاس" على الموافقة لصنع فيلم آخر لم تكن شركات إنتاج الأفلام متحمسة له - Star Wars - وأسند دورا لصديقه الجديد "هاريسون فورد" فيه.
سألت "كاسي" عندما اقتربت لتعيد ملء مشروبي: "أتعتقدين أنك ستجدين مخرجا مثل جورج لوكاس في المقهى؟".
فردت بابتسامة: "بكل تأكيد".
ولم لا؟ فلقد أتاحت لنفسها الفرصة لتكون محظوظة، هنا في زاوية بحي هوليوود هيلز؛ حيث يعيش الكثير من المنتجين والمخرجين. وربما يكون الشخص التالي الذي ستخدمه مديرا تنفيذيّا في شركة باراماونت (أو على الأقل في شبكة ديزني تشانل) والذي سيلاحظ إمكاناتها.
قادت المصادفة "هاريسون فورد" إلى سلسلة من الأحداث التي جعلته واحدا من أهم نجوم جيله. ولولا تلك الخزائن التي صنعها، ما كان ليحظى ربما بهذه الشهرة العالمية في فيلم Star Wars. وكان يمكن لممثل آخر أن يلعب دور "هان سولو" الرائع جدّا ويحبس في صندوق كبير من الكربون.
فكرة أن المصادفة يمكن أن تلعب دورا كبيرا في أية مهنة تعد فكرة مشجعة ("يمكن أن يحدث هذا الأمر لي!") ومثبطة في الوقت نفسه ("لكن ماذا لو لم يحدث ذلك الأمر؟"). ويؤمن الكثير من الأشخاص في هوليوود وفي الأماكن الأخرى بأنك تصنع حظك بنفسك؛ لهذا يحمل الطامحون، إلى أن يكونوا كتاب سيناريو، معهم السيناريوهات أينما ذهبوا ليقدموها لأي شخص ودود.