يستعرض
المؤلف في هذا الكتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية في المشرق والمغرب، من خلال
سرد محطاتها الزمنية وانتقالها من مكان إلى آخر، في سياق التحولات
السياسية التي كانت تطرأ على السلطات أو الجماعات؛ ذلك أنّ الفلسفة التي
أخذت تتبلور مع مطلع العصر العباسي لا يمكن فصلها عن الفضاءات الثقافية، أو
عن سيرة الفيلسوف، وتطلعاته، وبيئته، ورؤيته للحياة.
ويتحدث
الكتاب الذي اشتغل به المؤلف، مدةً قاربت ثمانية عشر عامًا قضاها في البحث
والقراءة والتوثيق، عن الفلاسفة وتاريخ التفلسف الإسلامي، من الكندي إلى
ابن خلدون، حين شهد المشرق والمغرب آنذاك على امتداد أكثر من 500 سنة،
حواراتٍ ونقاشاتٍ وسجالاتٍ أغنت الإنسانية باكتشافات واختراعات وعلوم كان
لها موضعها الخاص في توريد المعرفة إلى أوروبا (قبل إعادة تصديرها إلى
المشرق والمغرب)؛ ما ساهم في دفع التطور العالمي خطوات حاسمةً إلى الأمام.
وقد بدأ المؤلف كتابه في الفترة التي كان يدرس فيها الحقوق في جامعة ليون
الفرنسية عام 1909، لينتهيَ منه في القاهرة عام 1927.
أمَّا
الفلاسفة الذين يذكرهم المؤلف في كتابه، فهم: الكندي، والفارابي، وابن
سينا، وابن مسكويه، وابن الهيثم، وإخوان الصفا، والغزالي، في المشرق، وابن
باجة، وابن طفيل، وابن رشد، وابن عربي، وابن خلدون في المغرب.