التاريخ وما بعد الكولونيالية
ما كان للأبحاث والدِّراسات التَّاريخية ما بعد الكولونيالية أن تصبح على ما هي عليه اليوم في البلدان المُستعمرة دون إسهامات المثقف إدوارد سعيد، الذي..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
ما كان للأبحاث والدِّراسات التَّاريخية ما بعد الكولونيالية أن تصبح على ما هي عليه اليوم في البلدان المُستعمرة دون إسهامات المثقف إدوارد سعيد، الذي أرسى من موقعه الأكاديمي أسسها، فقد أبرز الطُّرق التي سيطر بها الغرب على الشَّرق. بعد كتاب الاستشراق، تطورت نظريّة الخطاب ما بعد الكولونيالي مع عدد من الباحثين والمختصّين، ومنهم ثلة من المؤرِّخين، وهو ما وفّر الآليات الضّرورية لتفكيك المركزيّة الغربية وسرديّاتها الكبرى وإعادة النظر في ما كتبه الكولونياليون عن البلدان المستعمرَة. وبذلك تم تدريجيا تجاوز ثنائية المركز والهامش، لتبدأ بذلك مرحلة إتاحة المجال أمام التّابع للتّعبير عن ذاته بأشكال متعددة، فظهرت كتابة جديدة عَبَّرت عن الثقافات المحلية دون أن تقع أسيرة مفاهيم «الحداثة الأوربية». وهو ما يعني أن الوعي التاريخي خلال مرحلة الكولونيالية لم يكن سوى خطاب للهيمنة. وقد أشار هايدن وايت أحد المؤرخين المدافعين عن فكرة التَّمثيل التَّاريخي إلى أن عددا من المفكرين الأوروبيِّين ألقوا بشكوكهم إزاء الزَّعم بوجود وعي تاريخي موضوعي، مؤكِّدين الطَّابع السَّردي لعمليات إعادة البناء التَّاريخيَّة، مما منح المشروعيَّة للاتِّجاه الفكري الجديد الذي مثَّله تيَّارات التَّجديد في الكتابة التَّاريخية ومنها تيَّاري التَّاريخانية الجديدة والمنعرج اللِّساني