الدولة العثمانية من الإصلاح إلى الحداثة
واجهتِ الدولةُ العثمانية- بدءًا من القرن السادس عشر- تحدياتٍ كبرى، في مقدمتها تحدّي النهضة والعلم الحديث. وهو التحدي الذي صار منذُ القرن التاسع عشر ال..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
واجهتِ الدولةُ العثمانية- بدءًا من القرن السادس عشر- تحدياتٍ كبرى، في مقدمتها تحدّي النهضة والعلم الحديث. وهو التحدي الذي صار منذُ القرن التاسع عشر القضيةَ الأهمّ في العالم الإسلامي كله، ومن ثمّ أصبحت مسألة التحديثِ والوصول إلى فقه جديدٍ يتجاوب مع مستجدات العصر، هي الشاغلَ الأكبر لمفكري الدولة العثمانية وعلمائها ومثقفيها منذ ذلك التاريخ. ولنا أن نقول إنّ استجابة العثمانيّين للاستفادة من معطيات العلم الحديث كانت استجابةً انتقائية وحذرة- لكنها جادة- للنهوض بالدولة العثمانية، والمحافظة على تماسكها، على الرغم من التباين بين ثقافة النخبة وثقافة المجتمع . وقد تعددتِ الأفكار والرؤى في تقييم الدولة العثمانية وموقفها من الإصلاح والتحديث، وتبلورت في رؤيتين فيهما قدرٌ كبير من التباين، لم ينطلق أيّهما من معرفة حقيقية ودقيقة ببنية الدولة المتسقة مع زمانها؛ إنما كلاهما خضع لتفسيرات هي في جوهرها ردّ فعلٍ للواقع المعاصر بكلّ أزماته السياسية وتياراته الفكرية. إنّ الهدف من كتابنا هذا هو رسمُ صورةٍ ذات خطوط متوالية ومتكاملة للتطور السياسي والفكري للدولة العثمانية بدايةً من الإصلاح، ووصولًا إلى الحداثة