رواية "القوس والفراشة" هي محاولة، بالدرجة الأولى، للبحث عن أسئلة للحظة التاريخية الراهنة على مستويات عديدة، مبرزاً، في الوقت ذاته، غنى هذا العمل الإبداعي من حيث الموضوعات وطرحه لقضايا هادفة وتقديمه بلاغة قاسية في قراءاته للحظة التاريخية المغربية الراهنة.
ويجدر الإشارة أن هذه الرواية هي الرواية الحائزة على جائزة البوكر العربية 2011 من أصل لائحة طويلة ضمت 123 ترشيحاً من جميع أنحاء العالم العربي وأفغانستان.
نقتطف نصاً من هذه الرواية: "أنا يوسف الفرسيوي وهذا أبي، أنجبني من ألمانية رقيقة، لم تجد طريقة أقل سوءً لإنهاء حكايتها المضطربة سوى الإنتحار، في يوم مفتوح للصيد، قضته مع والدي تصيد الحجل والأرانب في الغابة الحرشة، حتى إذا أشرفت الشمس على المغيب، رتبت الطرائد والمعدات والألبسة وسلات الاكل، وعلب المشروبات بعنايتها المعهودة التي تفجر أعصاب والدي، ثم صعدت إلى المقعد الأمامي، وربطت حزام السلامة في نفس الوقت الذي أرخت فيه عنان بتهوفن من تسجيلها الأثير.
في طريق العودة طلبت من والدي أن يمر من الطريق الجبلي الذي يطل في قسمه الأول على المدينة وفي ما تبقى منه على الأطلال؛ قالت بوداعة إنها تود أن ترى غروب الشمس، فإستجاب لها الفرسيوي على غير عادته، بدون نقاش ولا مماحكة، مما جعله يؤكد غير ما مرة بعد وقوع الحادث، إنها وحدها الإرادة الإلهية كان يمكن أن تطمس بصيرته لهذا الحد، فلا يلاحظ أنها لأول مرة في حياتها تعبر عن هذه الرغبة، وأنه أبداً، لم يقف معها على مرتفع، ولا على منخفض، ليرى شمساً من شموس الله، تغرب أو تشرق أو تفعل بنفسها ما تشاء!
Editeur :
Le centre Culturel Arabe-ال-المركز الثقافي العربي-