الحجر الأحمر
تقارب الرواية الواقع العربي، بدءاً من أول حجر رمي في البئر الفلسطيني قبل النكبة بأعوام، مروراً بكل الشتات والخسائر ، وليس آخراً التسويات ومساعي ال..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
تقارب الرواية الواقع العربي، بدءاً من أول حجر رمي في البئر الفلسطيني قبل
النكبة بأعوام، مروراً بكل الشتات والخسائر ، وليس آخراً التسويات ومساعي
الهرولة الى التطبيع. كأن تنطلق صفارة القطار الساحلي من بيروت الى فلسطين
المحتلة، معلنة الإنبعاث من قلب الرماد والدمار اللذين خلفهما انفجار بيروت
في الرابع من آب باتجاه حقائق يصعب طمسها. فالذاكرة التي حفظتها المكتبات
العربية، المؤلفات والوثائق والخرائط والشهادات الحية، يصعب طمسها من خلال
محاولات التهويد المستمرة وصولا الى إعلان القدس عاصمة للإحتلال الإسرائيلي
الغاصب.
هي حكاية القلب النابض بعشق الارض، تبدأ من وصية الجد البيروتي في افتتاح
مكتبة تجمع ما أمكن حفظه من إرث الأعلام الفلسطينيين، ولاسيما أن العدد
الأكبر من تلك المؤلفات جرى إتلافها أو سرقتها تحت مسمى الوصاية على أملاك
الغائبين. فكان أن تولت الحفيدة مهمة ترميم البناء بالتعاون مع مهندس
معماري مقدسي، إلا أن أصابع العمالة تدخل على خط العرقلة والتصفيات ،
لينتصر الحلم في افتتاح المكتبة وعودة الإرث الذي شكل خزاناً من الذكريات
والحقائق والتحولات..
وكانت الزميلة عبدالله نوهت في التقديم لعملها بالآتي:” في غضون شهرين،
أنجزت هذا العمل الروائي، ولا أذكر التوقيت من باب المزايدة، وإنما لأن ما
كتبت كان حاضرا في الذاكرة، بحاجة إلى الورقة والقلم.
سكنتني أرض غصن الزيتون، منذ حكى جدي عن ذلك القطار الساحلي الذي أقله مرارا من الساحل اللبناني إلى فلسطين.
و للوفاء، ليس الأجداد وحدهم الذين أقلوني افتراضيا إلى هناك، إذ على مدى
عشرين عاما من عملي في إحدى الصحف اللبنانية، تشاركت قاعة التحرير مع
الزميل سليمان الرياشي، الزحلاوي، المسيحي، الذي أفنى عمره في خدمة القضية
الفلسطينية. ظل يحدثني، وكنت أراكم وتعبق في أنفي الروائح الزكية المخضبة
بالحنين. في ذكرى رحيله الأولى، في زمن الهرولة الى التسويات، كان لابد أن
أردم الغياب بـ”الحجر الأحمر”.