التخلي عن الأدب
عادتي في قراءة النصوص العربية أن أحاول إيجاد مقابل لها أو علاقة ما مع نصوص أوروبية. أبحث فيها عن الآخر، عن آخَرِها، وقد يكون غائباً أو لا يمتُّ إليها ..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
عادتي في قراءة النصوص العربية أن أحاول إيجاد مقابل لها أو علاقة ما مع نصوص أوروبية. أبحث فيها عن الآخر، عن آخَرِها، وقد يكون غائباً أو لا يمتُّ إليها بصِلَة. وهكذا حين قرأتُ رواية روبنسون لفَت انتباهي، إضافةً إلى القارب، مقطَع آخَر. فذات يوم وبينما كان روبنسون يمشي على شاطئ جزيرته، لمح أثر قدم بشرية مطبوعة على الرمل. لِمَنْ هي يا تُرى؟ أَهي أثرُ قدمِه؟ لا، إنها أوسع منها. تملَّكه الذعر حينئذ. إنه ليس المالك الوحيد لجزيرته… بغضِّ النظر عن هذا، فإن ما استرعى اهتمامي على الخصوص هو الأثر في حَدِّ ذاته، ما يخلفه شخص مرَّ من هنا، من هذا المكان بالضبط. أيّ شخص؟ فكَّرتُ في شخص معيَّن، ومع مرور الزمن ترسَّخ في ذهني أن صاحب الأثر هو حَيّ بن يقظان. دانييل ديفو تعامل، بصفة مباشرة أو غير مباشرة مع ابن طفيل، مع أن لا شيء يثبت ذلك. هذا على كلِّ حال ما يفترضه بعض القرَّاء، لا سِيَّما من العرب. شخصياً بحثتُ عن قَدم ابن طفيل في الرواية، فلم أجدها، لم ألمح إلا قَدم ديفو… لكنْ، ليس من الضروري أن يكون هناك أثر فعلي ليحدث التأثير”.