علوم القرآن في الابستمية المعاصرة
إنّ السند المعرفي والإبستمي، الذي كانت تعتمد عليه علوم القرآن في العصر الإسلامي الكلاسيكي، قد تغيّر اليوم بشكل جذري وعميق، حيث إنّ المعرفة المعاصر..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
إنّ السند المعرفي والإبستمي، الذي كانت
تعتمد عليه علوم القرآن في العصر الإسلامي الكلاسيكي، قد تغيّر اليوم بشكل
جذري وعميق، حيث إنّ المعرفة المعاصرة فرضت علينا ضرورة الانتقال من ثقافة
النقل والجمع إلى ثقافة النقد والسؤال، ومن خطاب التأويل الآحادي إلى تحليل
الخطاب وتعدّد التأويلات، ومن مقالة تمام المعرفة إلى مقالة نسبيّة
المعرفة. أضِفْ إلى ذلك كلّه ما أصبح متاحاً لدى الدارسين المعاصرين من
أدوات في البحث العلمي، ومن مناهج في المقاربة متعدّدة، جعلت آفاق المعرفة
ممتدّة، تتجاوز نطاق الدين الواحد إلى النظر في الظاهرة الدينيّة عموماً. ومن ثمّ نقدّر أنّ علوم القرآن في حاجة
مؤكدة اليوم إلى مراجعة نقديّة، حتّى لا نبقى نجترّ ونكرّر أقوال العلماء
فيها؛ إذ لم يعُدْ من المقبول، الآن وهنا، ترحيل علوم القرآن التي تضمّنتها
نصوص التراث إلى التفاسير الحديثة والمعاصرة، فنتّخذها مقدّمات أو مداخل
لتأويل النصّ الديني.