شعرية الجسد من خلال نشيد الانشاد وإنجيل لوقا
من المستحيل أن نتحدث عن الإنسان بمعزل عن جسده، فالجسد من أخصّ ما يدل على الإنسان ويؤدي إلى فهمه. وهو المشترك الإنساني الأكبر وساحة اللقاء بين ما هو طب..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
من المستحيل أن نتحدث عن الإنسان بمعزل عن جسده، فالجسد من أخصّ ما يدل على الإنسان ويؤدي إلى فهمه. وهو المشترك الإنساني الأكبر وساحة اللقاء بين ما هو طبيعي وما هو ثقافي. يُعدّ البحث في الجسد ودراسته بحثاً قديماً متجدداً. ففي الثقافات الكلاسيكية التي تأسست على رؤية اثنينية للإنسان، اعتبر الجسد موطن الخطيئة والفساد. وظلَّ طوال عصور معرفية طويلة محاطاً بكثير من الأوامر والنواهي، ولم ينظر إليه إلا باعتباره الضديد المدنّس للروح ذات المصدر العلوي المقدّس. غير أن تطور العلوم وانفتاح المعرفة في العصور الحديثة، أعادا الاعتبار للجسد وجعلاه يلج ساحة الاشتغال المعرفي بشتّى ضروبه. ويأتي اهتمامنا بالجسد في ثنايا بحثنا شعرية الجسد من خلال "نشيد الإنشاد" و"إنجيل لوقا" في إطار مقاربة جمالية تروم الوقوف على الأسرار الفنية التي توخّتها نصوص مقدّسة في تشكيل صورة الجسد وفي فهم الممكنات الدلالية التي ينفتح عليها هذا المعطى. وقد دعتنا إلى اختيار هذا المبحث ندرة الدراسات التي اهتمت بشعرية الجسد عموماً وبشعرية الجسد في نصّ مقدّس بشكل أخص.