طفلي القنبلة
كيف يتصرف الوالدان حين تنقلب حياتهما الزوجية رأسًا على عقب بقدوم طفلهمايوجد سِرٌّ مُعلَن بين المعالجين النفسيين للأزواج، ألا وهو أنّ الأطفال يوهنون قو..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
كيف يتصرف الوالدان حين تنقلب حياتهما الزوجية رأسًا على عقب بقدوم طفلهما
يوجد سِرٌّ مُعلَن بين المعالجين النفسيين للأزواج، ألا وهو أنّ الأطفال يوهنون قوة الحياة الزوجية. ويولع الباحث في العَلاقات الخاصة باري مكارثي بتعذيب جمهوره، ويظهر ذلك حين أخبر الآباء والأمهات بأن «نتائج الأبحاث واضحة، فالرضا عن العَلاقة الحميمية يتهاوى مع ميلاد أول الأطفال، ثم يعود إلى وضعه تلقائيًّا بمجرد ذهاب أصغر الأبناء إلى الجامعة».
فأنتما لن تدركا الأمر حتى تعبرا أنتما شخصيًّا تلك العتبة ويذوب وجدانكما بفعل ذلك الوجه الصغير الغضن، فقط حين يستيقظ أحدكما في الثانية صباحًا على صوت صراخ الطفل واحتمالية سقوطه من فوق الفراش، فيتعثر في الظلام مرة أخرى، فيما هو كالأعمى تدفعه الحاجة الماسة عبر ضباب الحرمان من النوم. ويختلط هذا فجأة بكراهية فظة موجهة خصيصًا نحو شريك حياته الذي يرقد مستريحًا، فيقوم بوكزه في صدره وهو يصيح: «إنه دورك. انهض! أنا أعني ما أقول، تبًّا! إنه دورك!».
في واقع الأمر، ليس هناك طريقة كي تتجهزا تمامًا لوجود طفل مهما كان عدد الكتب التي قرأتماها. وقد عبَّر أحد الوالدَين عن ذلك في أحد تماريني الإكلينيكية قائلًا: «الأمر يشبه التعذيب السياسي في بعض الأنظمة الدكتاتورية. حين يكون لديك ذلك الشيء الذي يصم الآذان وهو ينفجر في وجهك في كل وقت دون سابق إنذار. ولا يفلح أي من الأشياء التافهة، بل والمهينة، التي فعلتماها في المرة الماضية -من تدافع أو أصوات الهديل أو الوقوف على ساق واحدة- في وضع حد لذلك الصراخ. في حقيقة الأمر لا يبدو أن أي شيء قد يكون ذا جدوى».
المبادئ التوجيهية العشرة
يتوقّع كثير من الأزواج أن قدوم طفلهما من شأنه أن يجعلهما أكثر قربًا بعضهما من بعض، إلا أنه من دون التوجيهات والأدوات الخاصة بالتعامل مع ذلك التحول الهائل الذي يشهدانه فإنهم بدلًا من ذلك سينجرفان مبتعدين بعضهما عن بعض. ولكي تتجنبا ذلك فأنتما في حاجة إلى التوجيهات لتتمكنا من اجتياز تلك التغييرات وإحداث التكامل بينها.
وقد لجأت إلى ستان طلبًا لمشورته في أثناء محاولتي أن أتيقن كيف يمكن لمهارتي كمعالجة نفسية للأزواج أن تساعدني أنا وتشارلي في مرحلتنا الانتقالية نحو عالم الأبوة، إذ إني قد أردت أن أفهم كيف يمكن أن ينطبق منهجه النفسي، ليس فقط على عَلاقات البالغين الحميمية ولكن كذلك على الآباء الجدد على وجه الخصوص. بناءً على مناقشاتنا للأمر، وكما كنت أعتقد، فقد أدركت أن هناك مهارة أساسية واحدة في كلا الحالتين، ألا وهي قدرة الزوجين على أن يتمتعا بعَلاقة آمنة، بمعنى أن يصبحا في عَلاقة تتأسس على العمل معًا كفريق واحد مع تأكيد كلمة «فريق». وسأفصح أكثر عن هذا الموضوع في الفصل الأول، ولكن المضمون الرئيسي لهذا هو أنه عندما يتعاون شريكًا فريق ما معًا في إطار من الحساسية والإنصاف والعدالة والتفاهم الصادق المتبادل فإنهما سيتمكنان من الازدهار، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي. وهذا تحديدًا ما قد اكتشفت أنا وتشارلي أنه أوصلنا كآباء جدد إلى بر الأمان عبر المواقف الصعبة، وأتاح لنا الفرصة لإعادة التواصل على مستوى جديد وأكثر عمقًا.
وقد جمعنا أنا وستان المبادئ التوجيهية العشرة التالية للوصول إلى الأداء الآمن والناجح كزوجين وكوالدَين. في الفصول التالية سوف أتناول كل مبدأ من تلك المبادئ بمزيد من التفصيل، مضمنة إياها نماذج لأزواج حقيقيين. عليكما أن تفكرا في تلك المبادئ على أنها كنجم الشمال الذي يوجه عَلاقتكما، ولكن ليس عليكما التقيد بها بطريقة صارمة.
كيف تستخدمان هذا الكتاب؟
إنّ هذا الكتاب سيكون لكما بمثابة رحلة حتى تتحسسا خلالها طريقكما كزوجين وكمؤسسين مشتركين وكحبيبين وصديقين وأبوين. وليس القصد منه أن يمنحكما حلولًا سريعة، بل أن يمنحكما كزوجين مجموعة من العادات التي يمكنكما ممارستها واستحداثها في حياتكما وتكييفها حسب الحاجة مع وضعكما الفريد. ويتألف هذا الكتاب من ثلاثة أقسام، إذ يساعدكما «فريق واحد من فردين» على أن تكونا فريقًا قويًّا من شريكين، كما يوجهك «الاثنان يصبحان ثلاثة» عبر المرحلة الانتقالية حين يصل المولود، ويقدم «ازدهار فريقك ثلاثي الأفراد» تفسيرًا حول كيفية الاستعانة بالمبادئ التوجيهية بطريقة مستمرة في حياتكما الزوجية وأسرتكما.
يتضمن كل فصل أدوات ومهارات وأمثلة لكيفية استقبالكما أنت وشريك حياتك للضيف الجديد الذي أضيف إلى عائلتكما، وجميع التغييرات التي تلحق بذلك، بالإضافة إلى تعليمكما كيف تصلان معًا إلى حالة من النضج. أشارك في هذا الكتاب عديدًا من النماذج حول كيفية قيام أزواج حقيقيين (بالإضافة إلينا أنا وتشارلي) بوضع تلك المبادئ في حيز التنفيذ والأوقات التي يتخلفون فيها عن التعامل بها، وكيف يجدون طريقهم لعودة بعضهما إلى بعض وإلى هذه المبادئ التوجيهية. أنا أعلم أن الأبوة المبكرة تكون صعبة المراس من حيث زيادة الطلب على ما لديكما من موارد، إلا أنها ستسير على خير ما يرام إذا استطعتما أن تستجمعا الوقت والتركيز لقراءة فصول الكتاب بتسلسلها، إذ إن كلًّا منها يتأسس على ما سبقه.
عن المولفين:
كارا هوب، حاصلة على الماجستير، معالجة نفسية مختصة بالعَلاقات الزوجية والأسرية، إخصائية نفسية ومعلمة وداعمة للمرأة وأُمّ. قضت ما يزيد على عشر سنوات في عملها كمعالجة شاملة للأفراد والأزواج وصولًا بهم نحو الشفاء والتطوّر حتى يصبحوا أشخاصًا راسخين ومتكاملين ويتمكنوا من الوصول إلى أفضل ما لديهم من فطرة وحكمة وإبداع. تعيش هوب حاليًّا في بايونير تاون بولاية كاليفورنيا، وتلتقي عملاءها وتقدم لهم الرعاية الصحية عن بُعد.
ستان تاتكين، حاصل على الدكتوراه، معالج نفسيّ مختص بالعَلاقات الزوجية والأسرية، طبيب ومعلِّم ومطوِّر النهج النفسي البيولوجي لعلاج الأزواج (PACT). لديه عيادة في كالاباساس بولاية كاليفورنيا، إذ تخصص على مدى السنوات العشرين الأخيرة في العمل مع الأزواج والأفراد الذين يرغبون في أن ينجحوا في تكوين عَلاقات صحية. وقد طوّر مع وزوجته تريسي بولدمان تاتكين معهد «باكت» (PACT) لغرض تدريب المختصين الآخرين بالعلاج النفسي على استخدام هذه الطريقة في عملهم بالعيادات