خرافة الكاريزما
أرادت مارلين مونرو أن تثبت وجهة نظر معينة. كان يومًا صيفيًّا مشمسًا في مدينة نيويورك عام 1955، وكانت مارلين تسير باتجاه محطة جراند سنترال برفقة مصو..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
كان يومًا صيفيًّا مشمسًا في مدينة نيويورك عام 1955، وكانت مارلين تسير
باتجاه محطة جراند سنترال برفقة مصور ومحرر بإحدى المجلات. وعلى الرغم من
أنه كان منتصف يوم عمل مكتظ بالمهام وكانت المحطة تعج بالناس، لم يلحظ أحد
وجودها وهي تقف منتظرة بالمحطة. وبينما كان المصور يلتقط لها بعض الصور،
دلفت إلى القطار وذهبت بهدوء إلى ركن في العربة، ولم يتعرف عليها أي أحد.
أرادت مارلين أن توضح أن الأمر متوقف على قرارها، إما أن تكون مارلين مونرو
المتألقة وإما أن تكون "نورما جين بيكر" البسيطة. وفي القطار، كانت "نورما
جين". لكنها حين صعدت إلى أرصفة نيويورك المزدحمة من جديد، قررت أن تتحول
إلى مارلين. فنظرت من حولها وسألت مصورها مداعبة : "هل تريد أن تراها؟" لم
تكن هناك إيماءات بارزة - بل هي فقط "نثرت شعرها، واتخذت وضعية استعراضية".
وبهذا التغيير البسيط، أصبحت جذابة فجأة. وبدا أن هناك هالة من السحر تحيط
بها، وتوقف كل شيء، فتوقفت آلة الزمان، وتوقف الناس من حولها بلا حراك،
بينما يحدقون في ذهول حين تعرفوا فجأة على النجمة التي تقف بينهم. وفي
لحظات، أحاط المعجبون بمارلين، وتطلب الأمر دقائق عديدة مرعبة ومتلاحقة من
المصور لكي يساعدها على الهروب من أعداد الجمهور المتزايدة1!
لقد كانت الكاريزما موضوعًا مثيرًا للجدل والاهتمام. فحين أقول للناس في
المؤتمرات أو الحفلات إنني "أُدرس الكاريزما"، تتغير ملامحهم فجأة وكثيرًا
ما يقولون: "ولكننا نعتقد أنها شيء إما أن يكون لديك بالفطرة أو لا يكون".
فبعضهم يرونها ميزة غير منصفة، وآخرون متلهفون للتعلم، لكن الكل مبهور.
ولهم الحق في كل ذلك؛ فأصحاب الكاريزما يؤثرون في العالم، سواء كانوا
يؤسسون لإقامة مشروعات أو شركات أو إمبراطوريات جديدة.