الفلسفة والتفكير الفلسفي ع 3
ماذا تبقى للفلسفة من موضوعات؟ إن الإنتشار الواسع للعلم في كل الربوع، لم يمنع من إستمرار الفلسفة، ببساطة، لأن الإنسان الذي اعتقد بأن العالم هو خاتم..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
ماذا تبقى للفلسفة من
موضوعات؟ إن الإنتشار الواسع للعلم في كل الربوع، لم يمنع من إستمرار
الفلسفة، ببساطة، لأن الإنسان الذي اعتقد بأن العالم هو خاتمة العصر، قد
نسى بأن الإنسانية لا يمكن أن تتغذى بالتكنولوجيا والعلم وحدهما؛ ما دام
أنها في حاجة ماسة ودائمة إلى فكر تغذي به روحها.
لهذا السبب ستظل
الفلسفة أيما بقي الإنسان على الأرض. (...) إلى جانب ذلك تعد الفلسفة
مسرحاً خصباً لتناسل مذاهب فلسفية جديدة أو لإستمرار أخرى قديمة، على أن
تكاثر المذاهب لا يدل، كما يعتقد البعض، على خلو الفلسفة من "الحقيقة"
أو "الحقائق"؛ وإنما فقط عن تعدد الرؤى وإختلاف وجهات النظر؛ لذا فلا غرو
أن يذهب دولوز وغتاري إلى القول، بأن إبداعية الفلسفة، تكمن بالذات في
إتاحتها الفرصة لكل إنسان من أجل التعبير عن فكره وتصوره للواقع والعالم.
ثمة أيضاً قضية لا يمكن أن يتم الحديث عن الفلسفة دون إثارتها، وتتعلق
بخصائص وأسس الفكر الفلسفي؛ إذ أن تعلم الفلسفة يقتضي معرفة الأسس والقواعد
التي ترتكز عليها، وإلا كانت النتيجة هي إنتاج فكر عقيم أوخاووفارغ، وتلك
هي الحالة التي تحصل في الوقت الذي يرتمي فيه أحد على الفلسفة وهو جاهل
بها؛ فحتى ولو استمر فيها، فإنه لن يصل إلى حقيقتها وعمقها.
ومعلوم أنه في هذا الحال سيكون سهلاً عليه التحامل عليها ونقدها، بذريعة أن "عدو الشيء جاهله"