رحلة العبدري
تشغل الرحلة مكاناً مميزاً في الثقافة العربية، فقد تضافرت دواع وأسباب مختلفة حضّت الناس على الرحلة، ويسّرت أمرها، فكثرت الرحلات وتنوعت بتنوع حوافزه..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
تشغل الرحلة مكاناً
مميزاً في الثقافة العربية، فقد تضافرت دواع وأسباب مختلفة حضّت الناس على
الرحلة، ويسّرت أمرها، فكثرت الرحلات وتنوعت بتنوع حوافزها ومقاصدها
العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وراج أدب الرحلات الذي
استهوى قراءه وأمتهم بما كان يعرض من المشاهد والآثار المجهولة، والعجائب
المشوقة يصفها وصف معاينة، وبما كان يصور من عادات الناس وأخلاقهم ومشاعرهم
تصويراً يبث الحياة والحركة، وحفلت المكتبة العربية بمختلف أنواع الرحلات،
فرحلة تصف الأقاليم والبلاد وما حوت من الغرائب، ورحلة يهفو صاحبها إلى
زيارة البيت العتيق، ورحلة مطلبها الأول لقاء العلماء ومذاكرتهم والأخذ
عنهم، ورابعة للسفارة وربط أواصر الصداقة، وخامسة ترتاد المجهول من البقاع
حباً للمعرفة، أو سعياً وراء التجارة والربح، أو تطلعاً إلى نشر الدين، أو
بسط السلطان، وتمور صفحات هذه الرحلات، على تعدد أغراضها، بالجليل من
الفوائد التي ترسم جوانب هامة من حياة الشعوب وطباعها وعاداتها، وتقدم
وثائق وشواهد حية لما كانت عليه الحضارة العربية في مختلف عصورها.
والمشهور
من الرحلات بين الناس رحلة ابن بطوطة ت(779هـ/1377م) ورحلة ابن جبير
ت(614هـ/1217م)، ويبدو أن السبب في شهرتهما لا يعود إلى مضمون هاتين
الرحلتين فحسب، وإنما يعود إلى ظهورهما بين الناس منذ مدة طويلة، وعناية
الباحثين -مستشرقين وعرباً- بهما، ومن هنا ذاع صيت الرحلتين بين الناس.