من الهيّن فهم وطنية ما أو ثورة أو حرب؛ الأصعب هو معرفة كنه ومحتوى كل واحدة على حدة. لقد شكلت هذه الفرضية المنهجية دعامتنا وعدتنا طيلة فصول هذه الدراسة، التي لم نجعل من غاياتها الأولى التنظير للوطنية من خلال تحليل حالة خاصة. انصب اهتمامنا في حقيقة الأمر بالدرجة الأولى على تقديم عرض مفصل للإرث التاريخي الذي أعطى للوطنية المغربية أشكالها التي تُعرف بها حالياً. ومن ثم كان هدفنا منذ البداية تفسير جملة من الخصوصيات [...] إذا اعتبرنا الوطنية منظومة فكرية نجحت كنسق متراص في دحر فكرة السيادة المشتركة، ونظرنا إليها بصفتها حركة سياسية ألغت وظيفية جيش الحماية، فكيف يا ترى أبانت عن محدودية في مجالَي التعبئة وتوحيد القوى؟ وإذا كانت ثمة عوامل أخرى اشتغلت تحت غطاء الوطنية، وكان لها الفضل في تحقيق النقلة نحو الاستقلال، فما هي إذن هذه العوامل؟ وباختصار ما هو كنه الظاهرة التي نُعتت بالوطنية، واعتُبرت
كذلك لمدة عشرين سنة ؟
Editeur :
Le centre Culturel Arabe-ال-المركز الثقافي العربي-
Traducteur :
مجموعة من المترجمين