الريف من أتون القبلية الى الوعي بالهوية
قل أن توجد منطقة في المغرب تناولتها أقلام الدراسين واستقطبت اهتمام الباحثين في كل بلاد العالم مثل منطقة الريف. وقد زاد من اهتمام الدراسين والباحثين ال..أقرأ المزيد
Livraison en 1-4 jours
قل أن توجد منطقة في المغرب تناولتها أقلام الدراسين واستقطبت اهتمام الباحثين في كل بلاد العالم مثل منطقة الريف. وقد زاد من اهتمام الدراسين والباحثين المغاربة والأجانب بالريف خلال القرن العشرين ما خلفته حرب الريف التحررية من أصداء على مستوى العالم أجمع. لكن معالجة موضوع الريف كان منصبا بشكل يكاد يكون حصريا على حرب الريف وبطلها المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، ومع تكاثر أفواج الخريجين الجامعيين من أبناء المغرب، عرف الريف إقبالا متزايدا من قبل جيل جديد من الباحثين الشباب الذين تناولوا المنطقة بالدرس من نواحي مختلفة ومتعددة، لكن مع الكثرة تتسرب أصناف رديئة من المنتجات فتقل معها الجودة وتتراجع القيمة العلمية لهذا الإنتاج الغزير الذي أصبح محكوما بمنطق السوق أكثر من توخيه خدمة الفكر ونشدان الحقيقة ونشر الوعي بين الناس.
وقد أردنا أن يخرج هذا العمل عن الممرات المطروقة ويحاول تقديم الريف في أبعاده الأخرى التي كانت مجهولة عند أهل الريف أنفسهم. ورغم كثرة المؤلفات التي كتبت عن الريف فإننا لم نجد بحثا واحد يغوص في أعماق الموضوع ليحصر بدقة ووضوح المجال الذي ينطبق عليه هذا المصطلح لغويا واجتماعيا وثقافيا وإنسانيا وعاطفيا.
والكتاب الذي بين يدي القارئ يتعرض لكل تلك الجوانب المعلقة التي لم تتداولها أقلام الباحثين أو طرقت بشكل لم يوفها حقها من الإحاطة والتمحيص، فهو ليس كتاب جغرافيا ولا تاريخيا ولا كتاب أنتروبولوجيا أو علم اجتماع، وهو يأخذ من كل هذه العلوم وغيرها من المعارف ويقدمها في قالب مونوغرافي في موجه بصورة خاصة إلى غير المختصين، لكن فيه من المواضيع ما قد يفيد المختصين في بعض الأركان التي لم نجد لها مكانا في الدراسات والأبحاث التي استطعنا الاطلاع عليها حول الريف.