وأنذر عشيرتك الاقربين
الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات كان قد نشرها المؤلف في منابر إعلامية مختلفة أهمها "صوت العروبة" في المهجر (و.م.أ). وقد حاول من خلالها الأستاذ ممدوح..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
الكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات كان قد نشرها المؤلف في منابر إعلامية مختلفة أهمها "صوت العروبة" في المهجر (و.م.أ). وقد حاول من خلالها الأستاذ ممدوح كوشباي تقديم رأيه الجريء في عدة مسائل فكرية وفقهية تهم المجتمع الإسلامي، مستمدا قرائنه واستشهاداته من آيات القرآن الكريم الذي يعتبره المصدر الديني الوحيد الذي لم تطله يد التحريف والتزوير. ولن يتأتّى لها ذلك أبدا.مصداقا لقوله تعالى:"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
ومن أهم القضايا التي يطرحها الباحث للنقاش قضية التخلي عن استعمال شهر النسيء وآثارها على المجتمع الإسلامي فيما يتعلق على وجه الخصوص بمجال العبادات، وتحديدا فريضتي الصيام والحج.
وقضية أخرى لا تقل عن الأولى أهمية وهي مرتبطة بها أشد الإرتباط، يتعلق الأمر بتوقيت الأشهر الحرم، وما هو السر أو الحكمة في اختيار الله عز وجل لهذه الأشهر الأربعة لتكون أشهرا حرما.
كما أبدى المفكر ممدوح بن عبد الكريم كوشباي رأيه في مسائل فقهية أخرى بطريقة علمية هادئة، مشيرا إلى جوانب الخلل فيها: (الإرث-حدود الطلاق-عقوبة الزنى-حكم الردّة عن الإسلام-ما هي الصلاة الوسطى-المذهبية في الإسلام-القتل والقتال في كتاب الله وسنة رسوله...)بالإضافة إلى قضايا أخرى بات التساؤل عنها يفرض نفسه بإلحاح شديد في هذا القرن الذي يشهد يوما بعد يوم زحف جحافل الظلام، وظهور مذاهب موغلة في الضلال والتطرف الأرعن، الذي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا علاقة لها بالإسلام الذي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه وخاتم رسله محمد (ص)، الذي قال في حقه "وإنك لعلى خلق عظيم". أن يبلغه للناس أجمعين "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
يقول المفكر ممدوح كوشباي تحت عنوان "تساؤلات" :لابد لكل مسلم ذي لب من ملاحظة الأوضاع السيئة التي يعانيها الإسلام والمسلمون منذ زمن طويل، سواء كان بداخل بلادهم أو خارجها، ويشعر دوما بحزن عميق لا يعرف سببه بالرغم من غيرته على دينه، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج بيت الله ويؤمن بكتابه، ينظر في دينه فلا يجد فيه إلا ما هو صالح وحق، فيزداد تساؤله؟ ما هو السبب؟ ما هو الخطأ الذي ارتكبناه؟ متى وكيف حصل؟ فيعود إلى كتاب غير كتاب الله فيجد فيه أقوال عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين شعبة أو فرقة، كلهم في النار إلا واحدة" أو كما قيل أنه قال، فيطير فرحا بذلك القول ظانا بأن فرقته هي تلك الفرقة الناجية، وكذلك تظن بقية الفرق الاثنتي وسبعين، متناسين جميعا بأنهم قد خالفوا أمر الله الذي قال: "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم" وقال في آية أخرى: "و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون" فلم يعملوا بما وصاهم الله، بل فعلوا عكس ذلك وكأنه وصاهم بالانشقاق.
إن الذي ينظر إلى أحوال المسلمين بعين بصيرة، لا يرى فيهم أي من العلامات و الأوصاف التي وصف بها الله العليم الخبير عباده المسلمين المؤمنين في هذه الدنيا، بأنهم سوف يعيشون في أمان واطمئنان وسلم وسلام بلا خوف ولا حزن، كما وعد عباده المؤمنين قائلا: "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أوليائكم في حياة الدنيا وفي الآخرة" فلو نظر كل مسلم إلى أوضاعه التي يعيشها لوجد نفسه يعيش في خوف وحزن دائمين، خوف من أبيه وأخيه وأستاذه وشيخه وإمامه وحاكمه وحتى من صديقه وعدوه، ولا أحد منهم يحس بولاية الله له، مع علمهم بأن الله ينصر أولياءه فما هو السبب يا ترى؟ هل هو في عدم استقامتهم؟ أم هل هو نقص في إيمانهم؟ أم أن هناك أكثر من هذه الأسباب؟.
كما نقرأ في المقطع المعنون: "ماذا حدث بعد وفاة الرسول الأمين؟" ص: 107 و ص: 108 :
لقد زعموا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد تنبأ بأن أمته ستفترق إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلهم في النار إلا واحدة وكل منهم يزعم بأنه هو تلك الفقرة الناجية فيا عجبي هل فرق المسلمون أنفسهم عمدا واختلفوا ليثبتوا صدق كلام الرسول بأنهم سيتفرقون إلى ثلاثة وسبعين فرقة بالتمام أم أنهم انشقوا إلى المئات من الفرق؟
أن الواقع المحزن المهين الذي يمر به المسلمون هذه الأيام، لا يستطيع أن يكذبه أحد، فنحن نحياه ونحسه مع كل نفس ولا مجال لإنكاره، فإننا نعيش في خوف وحزن دائمين، خوف من أبائنا، من حكامنا، من المحتكرين لأرزاقنا، ممن هم أكثر منا قوة وعلما، من أعدائنا، ونعيش في حزن على قتلانا الذين قتلناهم بأيدينا، لقد نسينا بأن الله كان قد وعد عباده المؤمنين بأنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ولكن عندما غيرنا ما بأنفسنا وآمنا ببعض الكتاب وكفرنا ببعض، فقد حق علينا وعد الله الذي وعد من يفعل ذلك بالعذاب المهين في الدنيا فقال: "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا".كم سمعت من بعض المتفيقهين بأن هذه الآية نزلت خاصة في حق اليهود والنصارى من بعدهم، وأنها لا تشملنا نحن، و من المحزن أن كثيرا من المسلمين لا يقبلون أن يكونوا أهل كتاب ألسنا أهل كتاب الذي بين أيدينا؟ اللهم أشهدك بأني آمنت بكتابك الذي أنزلته على خاتم أنبيائك ورسلك محمد (ص)، فاجعلني من أهله الذين يتدبرونه ويتبعونه إنك على كل شيء قدير.
أنظر وتدبر ما قاله عالم الغيب والشهادة لخاتم أنبيائه، الذي سخر حياته لتبليغ رسالة الله بأمانة وإخلاص. قال له مطمئنًّا: "إن الذين فرقوا دينهم (من بعدك) وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون". أيا محمد إنك لست من هؤلاء الذين يدّعون الإسلام من بعدك وما هم بمسلمين، كما أنهم ليسوا منك ولا أنت منهم فلا تحزن عليهم، لأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
إن المسلمين من بعد رسول الله عليه الصلاة و السلام لم يخالفوا أمر الله في أنهم تفرقوا فقط، بل خالفوه في كثير من الفرائض التي ما فرضها عليهم إلا ليخرجهم من الظلمات إل النور، وما كان غضب الله على أهل الكتاب من قبل، إلا أنهم لم يعملوا ولم يتدبروا ما أنزل الله لهم، فقال عنهم: "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين".فماذا نقول عن الذين حملوا القرآن ثم لم يحملوه، هل نقول أن مثلهم كمثل الحمار؟ أم أن ليس لهم مثل من ثقل ذنبهم لأن مسؤولياتهم كانت أكبر من مسؤولية أهل الكتاب من قبلهم؟ لقد ترك أهل الكتاب التوراة والتزموا بأحكام التلمود الذي هو من صنع أحبارهم، كما ترك المسيحيون (ليس الحواريين) كتاب الله واتبعوا الأناجيل التي كتبها رهبانهم، وأتى المحمديون من بعدهم وتركوا كتاب الله المحكم المبين واتبعوا كتب الأحاديث التي أصلها القيل والقال، فغضب الله عليهم وسحب نصرته التي وعدها عباده المؤمنين، فخسروا وذلوا وأهينوا وكان من أهم ما حرّفوا وغطّوا حقيقته وأهميته، هو إهمالهم معرفة حقيقة الأشهر الحرم الأربعة التي قدسها الله، مع علمهم بأن الإنسان الذي لم يعمل بأحكامها يسعى بيديه إلى الهلاك وظلم نفسه، وذلك لأنه يجعل ما حرم الله حلالا وما أحله حراما، فتفسد الأرض ومن عليها من الناس ويحل عليهم غضب الله العزيز الحكيم مثبت هذه الأشهر في كتابه الذي لا مبدل لكلماته: " إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم"، فقالوا وماذا تعرف أنت أيها الرب، فنحن أعلم بأمورنا كما وعدنا رفيقنا االشيطان.
إن الأستاذ ممدوح بن عبد الكريم كوشباي ككل باحث مجتهد قد يصيب وقد يخطئ، فإن أصاب فله أجران، أجرُ الإجتهاد وأجرٌ عن إشعال قنديل في طريق المعرفة، وإن أخطأ فله أجر الإجتهاد والمحاولة، يقول الأستاذ ممدوح كوشباي في المدخل إلى الكتاب: لا شك بأن الكثير ممن سيقرأون هذا الكتاب سيفاجؤون ببعض التفاسير التي تخالف كل ما كانوا قد تعلموه من قبل، ونصيحتي لهم بأن يعودوا إلى كتاب الله من قبل أن يتهموني بالكفر والإلحاد، أو أن يدعوا ربهم بإلقائي في النار التي أدعو ربي بأن يجنبني إياها بعد كل صلاة قائلا: "اللهم إني أسألك رضاك والجنة وقني عذاب النار وما قرب إليها من عمل وقول" واعلم أخي المسلم أنني أبلغ من العمر ثمانية وسبعين سنة وأنا أقرب إلى الطرف الآخر لذا فلن أحاول صب غضب الله علي، فإن فهمت أني فعلت ذلك، فما عليك إلا أن تتصل بي وترشدني إلى صراط العزيز الحميد الذي له ملك السماوات و الأرض وهو على كل شيء شهيد.
إعداد:قسم الإعلام بدار الوطن