التعليم والتعلم الفعال
يتصف التعلم الفعال بطابع التركيب والتجميع والتنظيم الذاتي، وهو لا يعتبر المتعلم جهازا مستقبلا ومجمعا للمعلومات، أو نظاما ذهنيا سلبيا مستقبلا، وإنما هو..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
يتصف التعلم الفعال بطابع التركيب والتجميع والتنظيم الذاتي، وهو لا يعتبر المتعلم جهازا مستقبلا ومجمعا للمعلومات، أو نظاما ذهنيا سلبيا مستقبلا، وإنما هو عنصر فعال يساهم مع شركائه ومع الأدوات الذهنية التي يتوافر عليها، في البناء الفعال للمعارف والمهارات الضرورية، والمتعلمون في هذا النوع من التعلم يقومون ببناء المعارف على أساس المكتسبات التي لديهم. ومن هذه المعطيات ينطلقون لتأسيس معارف ومهارات جديدة، فالتعلم الفعال يتميز بالتنظيم الذاتي. وبقدر ما يكون التعلم تنظيما ذاتيا، بقدر ما يستطيع التلاميذ السيطرة على أنشطتهم، ويغدون أقل اعتمادا على المعينات التعليمية، لا يكفي أن نعتبر التلميذ متلقيا للمعرفة التي ينقلها إليه المعلم، ليكون قاذرا على إعاذة إنتاجها بشكل وفي، مالم يقم بدوره بالتدخل في معالجتها.
ولعل أحد المتطلبات الأساسية لمدرسة المستقبل، إعداد النشء للعمل في عصر تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وإدماجهم في مجتمع اقتصاد المعرفة، الذي تشكل فيه المعرفة المصدر الأساس للتنمية الشاملة. وهذا ما يفرض على المدرسة تحديات تكييف بيداغوجيتها وأساليب تعليمها مع العصر الجديد، وتطوير أداءها لتصبح مؤسسة لبناء معارف التلاميذ وليس جهازا لتلقينها.
ويسعى هذا الكتاب إلى جعل العملية التعليمية التعلمية منفتحة للاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية الحديثة، حول سيرورات التعلم ونظرياته، خاصة بعد ظهور اكتشافات هامة حول دماغ الأطفال والمراهقين، مما سيمكن، بدون شك، من فتح آفاق وتوافر مناخ جديد للتعليم والتعلم، يتلاءم وحاجات الأجيال الجديدة ونتظراتهم.