• إمارة البئر

إمارة البئر

60,00 MAD

ما الذي كان يخفيه لمغيفري عن الناس، سوى كونه واحد منهم، عاش بينهم ويعرف تفاصيل حياتهم، وكل ما يميزه عنهم، لربما، هي ساعات التأمل الطويلة، التي كان يخت..أقرأ المزيد



Livraison en 1-4 jours

ما الذي كان يخفيه لمغيفري عن الناس، سوى كونه واحد منهم، عاش بينهم ويعرف تفاصيل حياتهم، وكل ما يميزه عنهم، لربما، هي ساعات التأمل الطويلة، التي كان يختلي فيها إلى نفسه في البرية، يعد أغنامه، ثم يعيد الحساب من جديد، حتى لا يستفرد بإحداها الذئب، فتصير سبة، ويفقد تقديره لنفسه واعتباره عند الناس.
بين كأس الشاي الأول والثاني وبين الثاني الثالث، تمتد ساعات التجلي، التي تصل الماضي بالحاضر، فيبحث الرجل في حياته عن طموح يكتنفه بملء الأرض والسماء، ينتظر نصف فرصة لينفجر، ويكبر ويتجلى، حتى يحمل صاحبه إلى مراتب المجد التي يحلم بها (..) لا يهم كيف تكون البداية، ولكن يهم كيف يصنع من النهاية فاتحة أمل لغد أفضل.
من قال إن لمغيفري هو (القيام) الأول في البلدة فقد صدق، ومن قال إنه الراعي الأمين، الذي لم تسجل في حقه أية مخالفة فقد صدق. ومن قال إنه يحب الخير للناس، وينظر إليهم بعين واحدة جميعا، لا يفرق بينهم لمالهم أو لجاههم أو لنسبهم فقد صدق، فقد كان يتولى تحضير الشاي في دار الغني الميسور، ويتطوع لهذه المهمة أيضا، حتى من دون أن يطلب منه ذلك، في دار الفقير المستور.
هذا غيض من فيض ما كان يخبؤه لمغيفري عن الناس، أو لنقل ما لم يكن يشاهده الناس فيه لانشغالهم بأشياء أخرى تتصل بفتن الدنيا ومغرياتها، حين لا يطلب أحدهم من أمان ينشدها في الحياة سوى أن يغنيه الله عن الناس، وإذا تحقق له ذلك بما يكفيه، طلب أن يكون الناس، وإذا أدرك مبتغاه، تجبر وطغى وتكبر فسار يطلب حكم الناس.

ISBN :
9789920602037
Editeur :
دار أبي رقراق Bouregreg
Date de parution :
2015
Numéro d'édition :
3
Couverture :
كرتون
Nb. de pages :
303

Il n’y a aucun avis sur ce produit.

Écrire un avis

Note : Le HTML n’est pas pris en charge !
    Mauvais           Bon
Captcha