في كتابه الجديد «الأحلام السوداء»، ينتخب الكاتب عبدالقادر عقيل، مجموعة
من المقالات المنتقاة، التي تتناول موضوعات سينمائية، ترتكز حول «أفلام
الرعب»، بمختلف تفرعاتها، ليقدمها للقارئ العربي، في هذا الكتاب الصادر ضمن
مشروع النشر المشترك بين «هيئة البحرين للثقافة والآثار»، و«المؤسسة
العربية للدراسات والنشر». إذ يتقصى عقيل آثر أفلام الرعب، التي جسدتها
السينما العالمية، وجذورها الغريزية، خلال العقود الأخيرة، منذ مطلع
خمسينيات القرن الماضي، وصولا لما بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي
شكلت منحنى جذريًا، خاصة على صعيد أفلام رعب نهاية العالم.
ففي مقدمته «الإنسان في مواجهة الغامض والخارق»، يشير عقيل بأن
الإنسان ومنذ بداياته الأولى، لم يستطع التخلص من سلطة القوى الشريرة، «إلا
بعد مجيء العصر الذي رجحت فيه كفة العقل والمنطق على كفة الخيال والخوف
والجهل»، وعلى الرغم من ذلك «فإنه لا يزال يميل (للوقوع في شرك تفاهة
الأشياء اليومي) كما يقول الفيلسوف (هايدغر)، ولا تزال القصص المخيفة،
والحوادث المرعبة تثير شهيته».
هذا الوقوع في «شرك تفاهة الأشياء اليومية»، والأفصاح عن غريزة الخوف،
أوحى للمتجرين في صناعة السينما أن يعرضوا (خدماتهم) للإنسان الذي ينتظر
من يوقض غريزته الفعالة، كما يقول عقيل: «ويبدو أنه حتى الآن فإن السوق
الوحيدة التي تستطيع ضمان الربح المادي السريع للمنتجين هي سوق أفلام
الرعب، فأفلام الرعب لا تحتاج، مثل الأفلام الكوميدية أو الدرامية، إلى
جمهور متخصص، أو مادة أدبية جيدة. يكفي أن تطرح مادة مرعبة تجذب الجمهور
إلى القاعة المظلمة».
Editeur :
AlmoasasaAlarabia-المؤسسة العربية للدراسات
Traducteur :
عبد القادر عقيل