الهوية والاختلاف
إن المنجز المتحقق في الإبداع الأدبي النسائي والروائي منه بالأساس، جعل منه ظاهرة أدبية لافتة في الأدب المغاربي المعاصر كما في خطابه النقدي: تنظيرا ..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
إن المنجز المتحقق في الإبداع الأدبي النسائي والروائي منه بالأساس، جعل منه ظاهرة أدبية لافتة في الأدب المغاربي المعاصر كما في خطابه النقدي: تنظيرا وممارسة، ما فتئت تجتذب إليها المبدعات اللاتي استجبن إلى سلطة إغراء الرواية فأقبلن يجربن مسالك إنشائها وهن الوافدات إليها من مدائن الشعر وتخوم القصة القصيرة وعوالم الفن التشكيلي، والتي يبدو أنّها ضاقت عنهن أمام رحابة الرواية وانفتاحها، ومن ثمّ قدرتها على إشكاليات وجودهن الفردي وهموم واقعهن الاجتماعي في شتّى أبعاده ومختلف تحولات هياكله وأنساقه التي يحتكم إليها، ويتنازعها تيار الأصالة والمعاصرة، العراقة والحداثة، والمحافظة والإنفتاح وذلك بقصد إعادة تشكيل كياناتهن عبر فعل الكتابة، نشدانا لاسترداد هويتهن المشتتة و إثبات وجودهن المختلف وخصوصيتهن المتفردة، إستنادا إلى كون اختلاف البيان/ الكتابة، لتكون هذه الأخيرة سبيل تحرير الأنثى من قيود المتوارث بكل ارغاماته وإكراهاته الناجمة عن هيمنة السلطة الذكورية، التي دأبت على تكريس أشكال نفوذها مقابل تهميش وظيفية الكيان المؤنث وتعميق صور تبعيته للآخر الرجل في تعدد نماذجه و تنوع أدواره، فيتحول تبعا لذلك إبداع المرأة الأدبي وفي شتى تنويعاته الأجناسية ومنها جنس الرواية إلى نوع من الاقتصاص من المنظومة الذكورية المتقادمة في شتى صورها وتجلياتها، والتي ترى فيها الأنثى مصدر كل انجراحات كيانها الأنثوي وعطبها الوجودي في النص الروائي، لتعذّر ثأرها منها في الواقع، ما يجعل الإبداع الروائي النسائي المغاربي يزخر بالعلامات الدّالّة على احتفاء كاتباته بكينونة الأنثى في شتى صور ممارستها للوجود، من خلال تحويلها من الهامش إلى المركز، ومن العجز إلى الإرادة، ومن الغياب إلى الحضور، ومن الصمت إلى النطق، ومن النسيان إلى التذكر، ومن الهوية المستلبة والمعتمة إلى الهوية المستردة والمعلنة في عنفوان عبر أفانين جسدنة الكتابة.