المسألة العربية الدولة والمجتمع في التاريخ العربي مفاهيم وفرضيات
في ما خص الكتابة في "المسألة العربية"، شغلت المؤلف منذ البدء موضوعات التكون التاريخي للدولة في الأزمنة العربية، وإشكاليات تجلياتها الإجتماعية وتحولاته..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
في ما خص الكتابة في "المسألة العربية"، شغلت المؤلف منذ البدء موضوعات التكون التاريخي للدولة في الأزمنة العربية، وإشكاليات تجلياتها الإجتماعية وتحولاتها عبر مراحل التاريخ، ولا سيما في مرحلة تحوّل بناها ومؤسساتها وأعرافها وشرائعها من حال الدولة التقليدية إلى حال "الدولة الحديثة"، وبتعبير إصطلاحي أكثر دقة، من حال "الدولة السلطانية" إلى حال "الدولة القومية" أو الوطنية.
يفتح السؤال على أفقٍ واسع لا حدود له، لكن العيش اليومي والتحديات اليومية التي تواجه الباحث - السائل، كلما مرّت أزمة به أو من حوله، أو كلّما طرح عليه السؤال من سائل، يدفع كل يوم إلى إهتمام جديد، إلى مساءلة المجتمع عن علاقته بالدولة أو "بأهل الدولة" مساءلة المجتمع عبر التاريخ أولاً، ليس لتفسير الحاضر بالماضي، أو لإسقاط الحاضر على الماضي، وإنما للذهاب والإياب الدائمين بين الزمنين عبر طرقات مختلفةٍ ومتعدّدة: عبر العصر العثماني وعهوده وطبيعة السلطات فيه، عبر التنظيمات وبرامج الحديث المختلفة، عبر مسألة الخلافة وتداعياتها ماضياً وحاضراً، عبر "المشروع الإسلامي" و"الصحوة الإسلامية" ومدى ملاءمتها للزمن الحاضر، عبر مشاريع التجزئة والتقسيم في الزمن الراهن، وهل من علاقة بين إنقسام في الماضي وإنقسامات في الحاضر؟... كيف تخترق السياسات الدولية العمل السياسي المحلي؟... وهل ثمة ما يمكن أن نسميه "عقلية الفرقة" في الحياة السياسية العربية؟ بل كيف يتعامل الفكر العربي مع جواره الجغرافي: التركي والإيراني بصورة خاصة، وفي وسط الأطروحتين المتداولتين في تسعينيات القرن الماضي: الديمقراطية والمجتمع المدني؟...
تكبر المحنة ويتفاقم الإستبداد بين خطابَي الثورة والدولة، يُدفن الإصلاح، فيتساءل الباحث: هل الثورة والدولة اليوم تكرار لمفهوم "إمارة الإستيلاء" في العقلية السياسية العربية؟... ومن النص الخلدوني إلى النص الإثنولوجي، هل تكرر الذاكرة نفسها في حقل الهوية والهويات؟ وهل تتحوّل الأفكار التغييرية إلى أيديولوجيات مغلقة بسبب إنغلاق عالم السياسة عن عالم الثقافة؟ ولماذا الإمتناع عن الإصلاح؟... هل حقاً سببه أولوية المواجهة القومية؟.. وعلى ماذا يراهن العرب في "مشاريعهم السلمية"... أو مشاريعهم الحزبية، سواء كانوا قوميين أو إسلاميين؟ والحق أن حجاباً أيديولوجياً يغطي الخطابين، وصولاً إلى الإستنتاج أن المأزق العربي كان، ولا يزال، "في مشروع المواطنة" منذ لوزان (1923) وحتى اليوم.
تلك هي موضوعات مرحلة طويلة من زمن كاتب - مؤرخ، بدأت بمقالة 1979، وانتهت بمقالة "مأزق المواطنة" في عام 2017، وكأنها عَوْدٌ على بدء.