النار المقدسة وظائف الديني
انهجس الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه منذ بداياته الأولى في التأليف، بالتنظير والتقعيد للوسائطيات، باعتبارها دراسة لمختلف أشكال الوسائط التي يعتمدها..أقرأ المزيد
Possibilité de commande
avec un délai de livraison
de 1 à 4 semaines
انهجس الفيلسوف الفرنسي ريجيس دوبريه منذ بداياته الأولى في التأليف،
بالتنظير والتقعيد للوسائطيات، باعتبارها دراسة لمختلف أشكال الوسائط التي
يعتمدها البشر في تعاملاتهم واتصالاتهم الحياتية، وقد بذل في ذلك جهدا
جهيدا نصَّبه رائدَ هذا المبحث ومؤسسَه الرئيس بإجماع الباحثين. واللافت في
الأمر أن دوبريه لم يكتفِ بالتصدي للوسائطية في العالم المنظور وحده بل
جعلها تمتد لتشمل العالم غير المنظور، العالم الآخر بكل عناصره ومقوماته،
كاشفا النقاب عن صلة الإنسان بالإلهي وتجلياتها في الديانات التوحيدية كما
في غيرها من أشكال التدين والتعبد الأخرى، معتبرا إياها جميعا ظواهر في
حاجة ماسة إلى تحليل “ميديولوجي”، يفحص الأفكار الدينية، والأسناد التقنية
التي توظفها لبث رسائلها، فضلا عن المؤسسات التي تُنَصِّب نفسها قَيِّمَة
على الشأن الديني. هكذا وبعد كتابه “الإله. خط سير”، وسّع دوبريه مجال
بحثه دافعا بمنهجه إلى أقصى مداه ليتأتى له الكشف عن أساسيات الإنسان
المتدين في الغرب كما في مناطق أخرى، بصرف النظر عما إذا كان هذا الإنسان
يعبد إلها واحدا، أو ألْفًا، أو لا أحد. وهو في هذا السِّفر يرصد تجليات وتبعات “النار المقدسة”
التي كانت ولا تزال وستظل باقية، بتقلباتها وتناقضاتها، في قلب المدينة ما
بقي الإنسان في الوجود، كما يقف بدقة على مجمل الاختلافات القائمة بين
الجانب الديني ووظائفه والجانب الروحي وتجسداته. فما الجدوى من الأديان؟ وما عسانا نفعل بها؟ وكيف نفكر فيها؟