يمكن القول بأن تلاقي الوقوع في شرك الخلاف والفرقة المولدين للفتن يقتضي التفكير والتكلم وفق مقتضيات التفكير النقدي. فالتفكير النقدي الخاضع لضوابط عقلانية وأخلاقية هو السبيل الكفيل لتقويم مختلف أنماط التفكير وطرق التدليل عند الانسان. حيث يمكن توسطه لدراسة مختلف سبل بناء المعرفة وتمثلها قصد العمل بنتائجها النافعة. ذلك أن القصد لا يمكن فقط في الوقوف بالتفكير عند عتبة النظر، بل التوسل إلى العمل بنتائجه؛ فأحسن المباحث ما اقترن فيه النظر بالعمل. فهذا الرابط بين النظر والعمل هو السبيل إلى جعل أقوالنا تتلاءم مغ أفعالنا، كلما وجدنا أنفسنا أمام وضع يحثنا على فعل شئ ما أو تركه.بموجب ذلك، سنخصص هذا العمل للبحث في سبل تقويم ما يطرحه البحث العلمي عامة، والتقني خاصة من قضايا تهم الإنسان والطبيعة معاً. وعليه، سنتكلم عن العلم، بمساءلته نقدياً؛ بمعنى النظر في العديد من الإشكالات التي طرحتها التصورات العلمية والنتائج التطبيقية التي أفضت إليها على المستوى التقني خاصة. بهذا، سنعمد إلى إخضاع التفكير العلمي لمنطق الحجاج، كسبيل لإقامة الحجة فيما اختلف فيه العلماء، سواء من جهة النطر أو العمل.
Editeur :
Afrique Orient أفريقيا الشرق
